الذكاء هو سمة أساسية تحدد نجاح الطفل
في المدرسة والحياة. ويمكن للوالدين القيام بالعديد من الأشياء لمساعدة أطفالهم
على تطوير الذكاء، بما في ذلك توفير بيئة داعمة ومثيرة للاهتمام، وتعزيز التعلم
المبكر، وتوفير فرص للتعلم والنمو.
إليك في هذه المقالة مجموعة من
النصائح التي ستساعدك في تنمية ذكاء طفلك
1.
حدد مقدار الوقت الذي يشاهد فيه أطفالك التلفاز
يقضي الكثير من الأطفال دون سن
الثانية وقتًا طويلاً أمام التلفزيون. فوفقًا لدراسة حديثة، يوجد جهاز تلفزيون في
غرفة نوم 30% من الأطفال دون سن الثانية، ويشاهد 59% من هؤلاء الأطفال ساعتين من
التلفزيون يوميًا.
أصدرت الأكاديمية الأمريكية لطب
الأطفال مؤخرًا تحذيرًا يحث الآباء على عدم السماح للرضع والأطفال الصغار بمشاهدة
التلفزيون. حيث وجدت الدراسات أن مشاهدة التلفزيون في سن مبكرة يمكن أن تؤثر سلبًا
على تطور اللغة والمهارات الاجتماعية والسلوك.
تحذر خبيرة لغة الأطفال الرضع روبرتا
جولينكوف من أن مشاهدة التلفزيون يمكن أن تضعف المهارات المعرفية للأطفال الصغار،
وتضيع الوقت الذي يحتاجون إليه للتعلم من الأشخاص الحقيقيين.
وتقول جولينكوف إن اللغة مهمة للغاية
لنمو الأطفال، وأن اللغة التي يحصلون عليها من التلفزيون ليست مصممة لتلبية
احتياجاتهم الفردية. فهي لا تجيب على أسئلتهم أو تتبع اهتماماتهم، وهو أمر أساسي
لخلق أطفال أذكياء.
2.
أرضعي أطفالك بشكل فعال لفترة أطول من الوقت
أظهرت دراسة أن الأطفال الذين تم
إرضاعهم رضاعة طبيعية بشكل حصري لمدة عام على الأقل، حصلوا على درجات أعلى بنسبة
5٪ في اختبارات الذكاء مقارنة بالأطفال الذين لم يرضعوا رضاعة طبيعية.
كما أكدت الدراسة أن الأطفال الذين تم
إرضاعهم رضاعة طبيعية حصلوا على درجات أعلى في القراءة والكتابة والرياضيات.
يقول عالم الوراثة ريكي لويس إن
الرضاعة الطبيعية تساعد في تنمية الدماغ، حيث يحتوي حليب الثدي على نسبة دهون أعلى
من حليب البقر، وهي ضرورية لعزل خلايا المخ.
3. التحكم في الانفعالات
يعتبرالأطفال القادرون على التحكم في
انفعالتهم، أكثر ذكاء من أقرانهم الأقل صبرًا. ففي إحدى الدراسات الشهيرة، قام
ميشيل وفريقه باختبار لمئات الأطفال - معظمهم تتراوح أعمارهم بين 4 و 5 سنوات -
وكشفوا عما يعتقد الآن أنها واحدة من أهم خصائص النجاح.
بدأت التجربة بإدخال كل طفل إلى غرفة
خاصة، وإجلاسه على كرسي، ووضع قطعة المارشميلو على الطاولة أمامه.
كانت لقطات الأطفال المنتظرين بمفردهم
في الغرفة مسلية إلى حد ما. قفز بعض الأطفال وأكلوا أول قطعة مارشميلو بمجرد أن
أغلق الباحث الباب. وكان آخرون يتأرجحون ويقفزون ويتحركون على كراسيهم أثناء
محاولتهم كبح جماح أنفسهم، لكنهم استسلموا في النهاية للإغراء بعد بضع دقائق.
وأخيراً، تمكن عدد قليل من الأطفال من الانتظار طوال الوقت.
أخبر الباحث الطفل أنه سيغادر الغرفة،
وأنه إذا لم يأكل الطفل المارشميلو أثناء غيابه، فسيتم مكافأته بقطعة مارشميلو
ثانية. ومع ذلك، إذا قرر الطفل أن يأكل القطعة الأولى قبل عودة الباحث، فلن يحصل
على قطعة مارشميلو ثانية.
وقد تابع الباحثون كل طفل لأكثر من 40
عامًا، مرارًا وتكرارًا، ونجحت المجموعة التي انتظرت بصبر للحصول على قطعة
المارشميلو الثانية . في تحقيق علامات جيدة في مسارها الدراسي، كما تمكنت من
التحكم في توثرها، وامتلكت مهارات اجتماعية أفضل.
لقد أثبتت هذه السلسلة من التجارب أن القدرة على
تأخير الإشباع كانت أمرًا بالغ الأهمية للنجاح في الحياة.
4. اجعل القراءة لأطفالك جزءًا من الروتين اليومي
تشير دراسة أجريت عام 2007 إلى أن
الأطفال الذين ينشأون في منازل بها 500 كتاب على الأقل هم أكثر عرضة للتخرج من
المدرسة الثانوية بنسبة 36%، ومن الكلية بنسبة 19%، من الأطفال الذين ينشأون في
منازل بها عدد قليل من الكتب أو لا تحتوي على أي كتب على الإطلاق.
تشير الدراسة أيضًا إلى أن الفجوة في
معدلات التخرج بين هذين المجموعتين من الأطفال تزداد عندما يكون الآباء غير
متعلمين.
تقول عالمة النفس إيلين كينيدي مور،
مؤلفة كتاب الأبوة والأمومة الذكية للأطفال الأذكياء : "يعتمد النجاح في
المدرسة على أكثر من مجرد الذكاء الطبيعي. فهو يتطلب أيضًا أخلاقيات العمل
الجيدة" . وتضيف "يتعلم الأطفال مما نفعله أكثر مما نقوله. الآباء الذين
يحبون القراءة يثبتون لأطفالهم أن القراءة مثيرة للاهتمام وممتعة وجديرة
بالاهتمام."
5.
لا تدع أطفالك يعانون من زيادة الوزن
سجل الأطفال الذين يعانون من زيادة
الوزن انخفاضا بنسبة 11 في المائة في اختبارات القراءة الوطنية، مقارنة بالأطفال
ذوي الوزن العادي.
كما وجد علماء جامعة تمبل، الذين شملت دراستهم
هذا الإحصاء، أن طلاب المدارس المتوسطة الذين يعانون من زيادة الوزن لديهم معدل
تراكمي أقل من أقرانهم ذوي الوزن العادي، فضلا عن الحضور المدرسي الأسوأ، وتربط
هذه الدراسة بين زيادة السمنة، وانخفاض التحصيل الدراسي.
يقول جولينكوف: "إن السمنة تنطوي
على تكاليف باهظة بالنسبة للأطفال". "إذا كانوا يشاهدون التلفاز أو
يلعبون ألعاب الكمبيوتر، فإنهم لا يتفاعلون، والعديد من الأشياء التي تجعلنا
"أذكياء" هي أشياء يتم تعلمها فقط من خلال التفاعل الاجتماعي."
6.
تشجيع أسلوب حياة نشط
تزيد التمارين الرياضية من قدرات
الأداء التنفيذي لدى الأطفال بنسبة تصل إلى 100 بالمائة.
يقول عالم الأحياء جون ميدينا في
كتابه قواعد الدماغ للطفل: "إن أفضل النتائج تتحقق إذا قمت بالتمارين
الرياضية مع أطفالك". ويقول أيضا" يعد التشجيع على أسلوب حياة نشط أحد
أفضل الهدايا التي يمكنك تقديمها لطفلك."
7.
قم بتوسيع مفردات طفلك
بناء مفردات الطفل هو أحد أهم الأشياء
التي يمكنك القيام بها لإعداده للنجاح في المدرسة والحياة. يُظهر البحث أن القدرة
اللغوية القوية مرتبطة بعدد من الأشياء الإيجابية.
كلما زاد عدد الكلمات التي نسمعها،
زادت مفرداتنا وزاد تحصيلنا الأكاديمي، فوفقًا لأبحاث العلماء فإن الأطفال في أسر
الرعاية الاجتماعية يسمعون حوالي ثلاثة ملايين كلمة سنويًا، بينما يسمع الأطفال في
أسر الطبقة العاملة ستة ملايين.
فإذا كنت تريد أن يتمتع طفلك بحياة
مُرضية، فإن أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها هو المساعدة في بناء مفرداته.
ويُظهر البحث أن القدرة اللغوية القوية مرتبطة
بعدد من الأشياء الإيجابية، بما في ذلك السعادة والصداقات والنجاح الأكاديمي
وغيرها.
8.
لا تؤخر الأبوة عن سن معين
الأطفال المولودون لأب يبلغ من العمر
20 عامًا سجلوا ثلاث إلى ست نقاط أعلى في
اختبارات الذكاء مقارنة بالأطفال المولودين لآباء يبلغون من العمر ضعف هذا العمر.
"يرتبط عمر الأب المتقدم بزيادة خطر الإصابة باضطرابات النمو العصبي
مثل التوحد والفصام، وكذلك مع عسر القراءة وانخفاض الذكاء"، كما كتب الباحثون
الذين شملت دراستهم هذا الرقم. "إن أبناء الآباء الأكبر سنا تظهر إعاقات
طفيفة في اختبارات القدرة المعرفية العصبية."
9.
علموا أطفالكم كيفية اللعب بالألعاب
تعلم اللعب يمكن أن يزيد من حجم
المادة الرمادية في أدمغة الأطفال بنسبة ثلاثة بالمائة.
"إن تعلم مهارة إدراكية حركية صعبة - ألعاب الخفة - أدى إلى زيادة
بنسبة ثلاثة بالمائة في حجم المادة الرمادية في مناطق الانتباه البصري"، وهذا
ماذكره علماء جامعة ييل، ويعترف العلماء بأن حجم المادة الرمادية في المنطقة
الأمامية من الدماغ يرتبط بالقدرة الإدراكية العامة.
10.
شجع أطفالك على دراسة لغة أجنبية
الأطفال الذين درسوا لغة أجنبية لمدة عامين حصلوا على درجات في اختبار SAT أعلى بنسبة 14 بالمائة من الأطفال الذين لم يدرسوا لغات أجنبية مطلقًا.
تم ربط سنة واحدة من دراسة اللغة
الأجنبية بدرجات أعلى قليلاً في اختبار SAT،
لكن عامين أديا إلى زيادات بنسبة 14 و13 بالمائة في الأجزاء اللفظية والرياضية،
على التوالي، مقارنة بدرجات الطلاب الذين لم يدرسوا لغات أجنبية مطلقًا.
11. امنع أطفالك من ممارسة ألعاب الفيديو بشكل متكرر
الطلاب الذين يقضون أكثر من ساعتين
يوميًا في لعب الكمبيوتر وألعاب الفيديو يحصلون على نتائج أقل بنسبة 9.4% في
الامتحانات المدرسية مقارنة بالطلاب الذين لا يلعبون مثل هذه الألعاب.
وكتب الباحثون: "إن الإفراط في
ممارسة ألعاب الفيديو - مثل أي شيء آخر - يمكن أن يتداخل مع الواجبات المدرسية
وكذلك القراءة من أجل المتعة، أو اللعب في الخارج، أو النوم، أو التفاعل مباشرة مع
الأصدقاء والعائلات."